الفيزيوغرام Physiogramme



  
    للآلة الفوتوغرافية قدرة على تسجيل أنماط متكررة (Motifs) لا يمكن إدراكها بواسطة العين المجردة، الشيء الذي يمكننا من تحقيق أنماط ضوئية تجريدية  تدعى [الفيزيوغرام] (Physiogramme).
    إن هذا الأخير تجسيد لمسارات ضوئية متماثلة، ناتجة عن تنقل نقطة ضوئية متأرجحة في نهاية خيط. فعندما نريد تحقيق هذا الإنجاز، نبدأ بتعديل الآلة الفوتوغرافية على تعريض مطول (prolongée)، ثم نضعها على الأرض، وعدستها (Objectif) موجهة نحو الأعلى مباشرة تحت محور تعليق النقطة الضوئية. وعلينا أن نعمل في الظلمة المطلقة؛ فوجود كمية من الضوء ولو قليلة، كاف لإفشال اللقطة. وكمثال لهذا المصدر الضوئي، يمكننا أن نختار كشافا كهربائيا (Spot) بعدما نحجبه جزئيا، ومن الأفضل مصباح الجيب. سنعلق هذا المصدر الضوئي في السقف بواسطة خيط أسود متين، بحيث يكون في متناول اليد (1.20cm-1.50cm فوق الآلة). وإذا كنا نود تسجيل المسار في مجمله، سنتأكد من أن حركة الخيط الرقاص (Pendule) لا تخرج المصدر الضوئي عن حقل الرؤية، أو نختار عدسة كبيرة الزاوية (Grand-angulaire)، كما يستحسن استعمال المسيب المرن (Déclencheur souple)، الذي سيمكننا من القيام باللقطة دون تحريك الآلة.

    حينما نكون على أهبة الاستعداد، نشعل المصباح، ونرسل حركة المصدر الضوئي المعلق في الظلام المطلق. بعد ذلك، نفتح السداد (Obturateur) في الظلام بواسطة المسيب المرن، حريصين على ألا ندخل في حقل الرؤية. وسنقوم مسبقا بعدة محاولات لدراسة الأشكال التي نود تسجيلها بواسطة الخيط. وبإمكاننا أن نراقب حركة المصباح بواسطة خيط اتصال آخر مرتبط بالخيط الرئيسي (Fil de rappel). ولنتذكر أنه كلما كانت الحركة بطيئة، إلا وكان الأثر الضوئي براقا وسميكا. وعلى العكس، كلما كانت الحركة سريعة إلا وكان الأثر دقيقا وأقل بروزا.

    وللحصول على أثار ضوئية ملونة، يكفي وضع مرشح ملون على العدسة أو على المصدر الضوئي. وإذا أردنا الحصول على عدة ألوان، يجب القيام بعدة تعريضات مطولة (Expositions prolongées) على نفس الرقعة من الفيلم باستعمال مرشحات ملونة مختلفة، مع إبقاء السداد (Obturateur) مفتوحا وتغطية العدسة بواسطة ورق مقوى أسود أثناء وضع المرشحات.
إعداد وترجمة: ذ.مفكر

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

الطبيعة الصامتة Nature morte

عمق الميدان Profondeur de champ

التصوير في اليوم الغائم