قوة اللون






 

    حينما تجعل الصورة من اللون مبدأ أساسيا وليس إضافة داعمة، يكون التأثير البصري لا يقاوم. وإن تعلم التركيز على اللون في الفن الفوتوغرافي، يقضي بإدراك المواقف التي تكون فيها الألوان مهيمنة في الصورة، وبالقدرة على التحكم في عدد الألوان في مشهد ما، وعزل عنصر ما ناصع اللون.
    يغلب على بعض الصور لون مهيمن واحد- كاللون الأزرق البنفسجي الذي يوهم بالإضاءة القمرية - حيث يرجع تأثيرها (Effet) إلى هذا التقارب التوافقي بين العناصر المكونة لها. لكن يرجع تأثير صور أخرى إلى وجود تباين بين عنصر شديد اللون وعمق محايد.
    وفي بعض الأحيان، فإن زاوية التقاط الصورة هي التي تعطي للصورة قوتها. فبإمكاننا وضع الآلة الفوتوغرافية بطريقة تكشف عن العلاقات الموجودة بين بعض الألوان وحذف الألوان الأخرى. ويمكننا تغيير هذا الوضع من أجل عزل الألوان المهيمنة على عمق محايد. وفي بعض الصور، ترجع قوة اللون إلى الضوء، وخصوصا في نهاية النهار أو في الصباح الباكر، أو حينما نستعمل بعض أنواع الأضواء الاصطناعية. 

 




  حينما نختار ألوانا ما، ينبغي ألا ننسى أن لها دلالة سيكولوجية. فبصفة عامة،  تعتبر الألوان المتواجدة في إحدى نهايات الطيف (Spectre) (كالأحمر والبرتقالي والأصفر) ألوانا ساخنة ومثيرة. فهي تفرض نفسها داخل الصورة وتجعل الأشياء تبدوا أكبر من حجمها الحقيقي وأثقل من وزنها. أما الألوان الموجودة في النهاية الأخرى من الطيف (كالأخضر والأزرق والبنفسجي) فتعتبر ألوانا باردة وهادئة، وهي تبدو متراجعة وتميل إلى تصغير الأشياء وتخفيفها.

                                                                                                                           إعداد وتصرف: مفكر أحمد

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

الطبيعة الصامتة Nature morte

عمق الميدان Profondeur de champ

التصوير في اليوم الغائم