تعديل التعريض Exposition


حينما يكون التعريض (Exposition) صحيحا، تتميز الصورة بتشكيلة من الألوان الطبيعية. فالجزئيات فيها واضحة باستثناء المجالات المفرطة أو الضعيفة من حيث الإضاءة، مع سلسلة من الألوان الوسيطة. ومن أجل ترجمة مشهد ما – وليس نقله حرفيا -، علينا تعديل التعريض (Exposition) حسب النتيجة المرغوب فيها.
    يقاس التعريض الفوتوغرافي بواسطة مقياس التعريض (Posemètre)، حيث يعمل على تحقيق توازن بين كمية الضوء المنعكس وحساسية الفيلم، وعلى أساس هذين العاملين تختار فتحة الحجاب المناسبة (تعديل على القيمة f) وسرعة الغالق ( معبرا عنها بالثانية s). فأول عمل ينبغي القيام به، هو تعديل حساسية الفيلم التي يعبر عنها ب (ASA) أو (ISO). والحساسية رقم يشير إلى حساسية الفيلم للضوء. وهو يرتفع بارتفاع الحساسية. فكلما كانت الحساسية كبيرة إلا وكان التعريض اللازم قصيرا.


    يعمل مقياس التعريض (Posemètre) على دمج عاملي الضوء وحساسية الفيلم، فيقترح عادة زوجا واحدا للفتحة والسرعة (Couple). لكن توجد في الحقيقة سلسلة من الاقتراحات الممكنة. فعلى سبيل المثال فإن تعريضا أساسه السرعة (1/1000s) عند الفتحة (f/2)، يعادل (1/15s) عند (f/16). فكلما ضاعفنا زمن التعريض باختيارنا للسرعة الموجودة مباشرة في الأسفل، إلا وكان بالإمكان أن ننقص من نصف كمية الضوء بإغلاق الحجاب بدرجة واحدة، الشيء الذي سيحافظ على التوازن العام. وعلى العكس فإن النقصان من زمن التعريض إلى النصف باختيار السرعة الأكبر، سيفرض علينا فتح الحجاب بدرجة واحدة من أجل التعويض. والمهم هو أن يتم التعديل حسب الموضوع المستهدف وحسب الطريقة التي نريد أن نعالجه بها. فإذا أردنا مثلا تجميد الحركة ، نختار السرعة (1/1000s) أو (1/500s) مع الفتحة المناسبة لها. أما إذا كان هدفنا عمق ميدان كبير (Profondeur de champ)، سنختار فتحة صغيرة (f/22) أو (f/16) مع السرعة المناسبة لها.

    
  إن جل مقاييس التعريض (Posemètres) مصممة لمواضيع افتراضية تضم ألوانا فاتحة وقاتمة بنسبة متساوية، أي ما يعادل الرمادي المتوسط. فهو ينطلق من كون أن المواضيع المصورة، ملونة بلون رمادي بحدة (%18). أما إذا كان موضوع الصورة جد فاتح أو جد داكن بعيدا عن الرمادي المتوسط، يلزم تغيير الإشارات التي يقدمها مقياس التعريض:  فعلى سبيل المثال، إذا كان الموضوع جد فاتح (كمنزل أبيض [مبني بالجبس] على عمق شاطئ أو رمال بيضاء)، يجب الرفع من التعريض المشار إليه من طرف المقياس بدرجة واحدة.  وإذا لم نقم بهذا التعديل، فإننا سنحصل على لون يميل إلى الرمادي وليس إلى اللون الأبيض الناصع. وعلى العكس، حينما نصور مشهدا داكن اللون، ينبغي أن نقلل من التعريض المشار إليه بدرجة واحدة. إذن، علينا أخذ الحذر، عندما يكون موضوعنا المستهدف جد فاتح أو جد داكن، ولنكن مستعدين لتغيير الإشارات المقترحة من طرف مقياس العرض إذا كان ذلك لازما.
   وهناك طرق أخرى لحل المشاكل المتعلقة بالتعريض: فبإمكاننا أن نقوم بقراءة ملحقة، بالتصويب على شيء مضاء بشكل متجانس، لكن عناصره المهيمنة لها إضاءة قريبة من المتوسط. ويمكننا أيضا أن نستعمل "البطاقة الرمادية" (Charte de gris) المتوسطة، -وهي موجودة في المحلات التجارية المتخصصة-، أو القراءة على راحة اليد، ثم الرفع من التعريض بدرجة واحدة من خلال فتح الحجاب أو اختيار سرعة أقل.

إعداد وتصرف: ذ: مفكر أحمد
الصور الأولى من عدستي: برشلونة
يمنع الاقتباس
شكرا على التعقيب
انتظر الجزء الثاني لهذا الموضوع قريبا



Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

عمق الميدان Profondeur de champ

الطبيعة الصامتة Nature morte

التصوير في اليوم الغائم