التصوير في اليوم الغائم
حينما تكون السماء رمادية، والجو رطبا متجهما، والضوء ثابتا، فإن المصورين
لا يحملون الآلة الفوتوغرافية إلا نادرا. في حين، يعتبر الجو الغائم فرصة سانحة
لتحقيق صور إبداعية أحسن من الصور الملتقطة في يوم مشمس وجميل. ويرجع هذا إلى
طبيعة الضوء.
فالضوء الذي يصلنا خلال اليوم الغائم، يخترق طبقة من السحب؛ فعوض أن يكشف
عن التباين (Contraste) بين المجالات المضاءة ومجالات الظل، فإنه يكون
منتشرا وثابتا، وبالتالي فإن التباين يكون خفيفا ودقيقا، والألوان غنية ومشبعة. فالألوان
القاتمة التي تتصارع عادة فيما بينها، ولا
ينسجم بعضها البعض، والتي تمحي الألوان الباهتة الأخرى، تصبح أكثر توافقا وأحسن
تداخلا في الصورة.
خلال التصوير في اليوم الغائم، نحصل على أحسن النتائج عندما نقترب كفاية
لكي تكون الصورة غنية بمختلف الأشكال والألوان؛ فالسماء عموما لا تمثل محطة
اهتمام: فهي ذات لون رمادي متجانس أو أبيض مخفف. لكن من الممكن أن تمثل هذه السماء
عمقا متجانسا يبرز عناصر المستوى الأول الأساسية. لكن في هذه الحالة، يجب أن يكون
خط الأفق عاليا في الصورة، ويكون مجال الأرض أكبر من مجال السماء.
يمكن للسماء أن تكون وضاءة على الرغم من لونها الرمادي؛ فإذا كانت ضمن
المشهد المصور، فإنها قد توثر في مقياس التعريض (Posemètre)؛ وقد نحصل على صورة
ضعيفة التعريض (Sous-exposé)، تتحول فيها عناصر المستوى الأول
إلى أشباح (سيلويت-Silhouettes). ولتفادي ذلك، يجب أن نقوم
بالقراءة على المستوى الأول أو على "قاعدة الرمادي" (18%) (Charte de gris) .
يعتبر ضوء اليوم الرمادي ممتازا للبورتري (Portrait) المحقق في الخارج.
فهو هادئ ومنتشر، يجعل الصورة مثالية: فمعالم الوجه تكون مسطرة من خلال ظلال خفيفة
وخفية لا ترى إلا بالكاد .
إعداد وتصرف وتصوير: ذ. مفكر أحمد
شكرا على الزيارة
تعقيب من فضلك
يمنع الاقتباس إلا بإذن
Commentaires
Enregistrer un commentaire
اترك تعقيبا م فضلك