الضوء الطبيعي Lumière naturelle

الضوء الطبيعي-contre jour




 ألفت الإنسان الضوء الطبيعي حتى أن عينه تؤدي وظيفتها في ضوء الشمس كما في اليوم الغائم. وإننا لا نلاحظ التغيرات الطفيفة في الضوء الطبيعي إلا بالكاد. لكن يجب على المصور المتميز أن يكون يقضا في هذا الصدد، لأن الضوء يعتبر أهم عنصر في الصورة بعد موضوعها. فهو الذي يتحكم في الشكل والألوان والحاشية والحرارة.
    ويكون الضوء إما حادا أو هادئا حسب الظروف الجوية، وحسب وضعية الموضوع المصور (Sujet) نسبة إلى الشمس أو أي مصدر ضوء آخر. فخلال الأيام المشمسة، تكون الإضاءة قوية، الشيء الذي يعطي مجالات شديدة الضوء، ذات ألوان فاقعة وظلال محدودة. أما خلال الأيام الغائمة أوفي الظل، يكون الضوء هادئا أو منتشرا، وبالتالي فإن الفرق بين مجالات الضوء القوي والضوء الضعيف يكون قليلا. وتكون مجالات الظل – إن وجدت – ذات حاشيات غامضة.  ويؤدي هذا النوع من الإضاءة الهادئة إلى نتائج مذهلة في تصوير البور تري (Portrait).
باريس- Lumière naturelle     يعتبر توجيه الإضاءة مهما أيضا. لا يمكن تغيير وضعية الشمس بطبيعة الحال، لكن نغير مكان الموضوع المصور أو الآلة الفوتوغرافية لنختار أحسن وضعية ممكنة لتوجيه الضوء. ويمكننا أيضا اختيار أحسن الأوقات التي يكون فيها الضوء مناسبا لموضوعنا المصور.

    يسهل علينا العمل عندما يأتي مصدر الإضاءة من الجهة المقابلة للموضوع، وحيث تكون الشمس وراء الآلة الفوتوغرافية، والمشهد مضاء بطريقة متجانسة ومنتظمة. فالظلال تكون محدودة، ويمكن للمواضيع أن تتحرك بحرية. وفي المقابل، فإن هذه الإضاءة تجعل الصورة مسطحة وتخفي النتوءات (Reliefs)، كما تجعل الألوان خفيفة باهتة. 
     أما في الإضاءة الجانبية، حيث يكون موضوع الصورة متقابلا مع عدسة الآلة الفوتوغرافية، فتبرز الأشكال وخشونة السطح(Texture) بشكل ملفت للنظر، وتكون مجالات الظل كثيرة، بل يمكن أن تصبح عنصرا مهما في الصورة. ويمكننا أن نحصل على تباين شديد بين مجالات الظل والمجالات المضاءة: وربما نرغب في تغيير التعريض (Exposition) لتوضيح التفاصيل في الأماكن الداكنة –أو المضاءة - في المشهد. فإذا رفعنا من التعريض المشار إليه من طرف المقياس بدرجة واحدة، فإننا نبرز التفاصيل في الأماكن الداكنة. إلا أن ذلك سيؤدي إلى الإفراط  في التعريض (Surexposition) في المجالات المضاءة. وعلى العكس، إذا قللنا من التعريض المشار إليه بدرجة واحدة، فإننا لا نخاطر بحذف التفاصيل في المجالات المضاءة، لكن على حساب تفاصيل المجلات الداكنة.
Lumière naturelle    إن الإضاءة المسماة "الإضاءة المعاكسة " (Contre jour) تؤدي إلى تحقيق صور مذهلة. فبما أن الشمس أو المصدر الضوئي تكون وراء موضوع الصورة، فإن هذا الأخير يكون مؤطرا بهالة ضوئية، وتكون الظلال حادة. كما تزيد هذه الإضاءة من عمق المشهد (Profondeur): فالظلال تفرق بوضوح بين مختلف المستويات. وكثيرا ما تناسب هذه التقنية صور البورتري (Portrait)فتجعلها مثالية رومانسية.
     في حالة التقاط صورة ب"بالإضاءة المعاكسة" (Contre-jour)، من الممكن تعديل التعريض للانتقال من "سيلويت" لا تبدو تفاصيله إلا في المجالات المضاءة، إلى صورة تصبح فيها جزئيات المنطقة الداكنة واضحة، في حين يلتهم الضوء أجزاءها المضاءة: فإذا أردنا أن نحافظ على الجزئيات في المناطق الداكنة، نقيس التعريض (Exposition) على منطقة داكنة ذات أهمية، على أن نتجنب تعريض المقياس (Posemètre) مباشرة لأشعة الشمس.


     نقيس لون الضوء بالدرجة "كلفين "  (Kelvin)؛ فكلما كانت حرارة اللون ضعيفة كلما اقترب اللون نحو الأحمر. وكلما كانت مرتفعة إلا واقترب من الأزرق. وتقدر حرارة اللون الأبيض – لون النهار – ب 5500K .أما حرارة لون الشروق أو الغروب الميال إلى البرتقالي فتقدر ب 3100K تقريبا أو أقل. وبعد ساعتين من شروق الشمس، أو قبل ساعتين من الغروب، تقدر الحرارة ب4000K. و في الجو الغائم يكون الضوء باردا وحرارته تتراوح بين 6500K و 9000K، بل ترتفع الحرارة في بعض المجالات الشديدة الغيوم، والتي يكتنفها الضوء الأزرق إلى 1200K. 
      خلال االتصوير في الضوء الطبيعي، يجب الأخذ بعين الاعتبار الإكراهات التقنية والاختيارات الجمالية. وتعتبر حرارة اللون من  بين الاختيارات الملحوظة؛ فالأفلام الخاصة بالصور الشفافة (Inversibles) صممت بحساسية ضعيفة للون الأزرق لكي توازن حرارة الألوان المرتفعة لضوء النهار.  فإذا استعملنا فيلما خاصا بالتصوير في الداخل (A l’intérieur)، ( إنارة اصطناعية، فيلم tungstène ) تحت ضوء النهار، فإننا نحصل على اللون الأزرق المفرط. أما الأفلام الملونة العادية السالبة (Négatifs)، فقابلة للاستعمال تحت ضوء النهار، مثلها مثل الأفلام بالأبيض والأسود.

وتعتبر الحساسية عنصرا هاما لاختيار الفيلم.  ومن باب الاستئناس، سنعطي في الجدول التالي تغيرات السرعة والفتحة المناسبتين حسب حساسية الفيلم:


الحساسية
الإضاءة
سرعة السد
الفتحة

400ASA
الشمس
1/500s
f/16
الظل
1/250s
f/4

125ASA
الشمس
1/125s
f/16
الظل
1/60s
f/4

حساسية ضعيفة
الشمس
1/30s
f/16
الظل
1/30s
f/2,8

 إعداد وترجمة وتصرف:ذ. مفكر أحمد
 

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

عمق الميدان Profondeur de champ

الطبيعة الصامتة Nature morte

التصوير في اليوم الغائم